مال و أعمال

هل تتجاوز الكويت أزمة دفع رواتب الموظفين؟ – كندا بالعربي

المصدر: العربية.نت

قال الدكتور يوسف العوضي خبير مالي واقتصادي إن الكويت لديها 3 حلول لتدارك ضعف السيولة النقدية في الكويت وتكمن في إقرار قانون الدين العام مصاحب بإصلاحات جدية، بالإضافة لبدء فرض ضرائب على المنتجات الاستهلاكية. “إقرار قانون الدين العام فرصة ذهبية للكويت أن تقترض بسبب قوة التصنيف الائتماني ومعدلات الفائدة العالمية منخفضة وشبه صفرية”.

وأضاف العوضي في حديث له مع “العربية” أن “تصريح وزير المالية الكويتي براك الشيتان أن بلاده تعاني شح سيولة في دفع الرواتب يأتي بسبب ضعف التدفقات النقدية وهو امتداد طبيعي لما تشهده البلاد خلال الست سنوات الماضية من عجز سنوي مستمر وتراكمي وصل لحدود 28 مليار دينار (92 مليار دولار). تفاقمت الأزمة على الميزانية العامة بسبب تداعيات أزمة كورونا والمصاريف الاستثنائية لمعالجة كوفيد – 19 وانخفاض أسعار النفط بالإضافة للتقاعس في إنجاز أي إصلاحات فيما يتعلق بترشيد الإنفاق الحكومي. وبذلك قد لا تتمكن الدولة من دفع الرواتب بسبب نقص السيولة ولا يمكنها الوصول لصندوق الأجيال القادمة”.

وتابع “لا يمكن المساس بصندوق الأجيال القادمة دون قانون ويتطلب ذلك الكثير من الوقت والترتيب لهذا الإجراء. وقد لا يوجد حل واحد لهذه الأزمة وهي ليست جديدة بل امتداد لسنوات والحديث عن عملية الإصلاح المالي لتحقيق الاستدامة المالية موضوع قديم في الكويت. تحويل الأصول من الاحتياطي العام لصندوق الأجيال القادمة هو إجراء مؤقت ولا يوجد إمكانية لعمل مثل هذا النوع من الإجراء في القريب العاجل”.

وأضاف “الإجراء الآخر هو استقطاع 10% من الاحتياطي العام التي تؤخذ عادة وتحول إلى احتياطي الأجيال القادمة وهو إجراء مطلوب ومؤقت لكن يجب أن لا يعتمد عليه. أما عملية تسييل احتياطي الأجيال القادمة يجب أن لا يكون لأن عملية التمويل لهذا العجز ليست قرارا ماليا فقط وإنما هي قرار مالي واستثماري. وعندما نتحدث عن عملية تسييل أصول الاحتياطي الأجيال القادمة نأخذ بذلك قرارا استثماريا، والظروف المالية العالمية لا تبرر تسييل هذه الأصول سواء أسهم أو عقارات أو أي نوع آخر من الأصول”.

وأقر البرلمان الكويتي قانونا يجعل التحويلات إلى صندوق احتياطي الأجيال القادمة مشروطة بتحقيق فائض بالميزانية، وفق تغريدة له “على تويتر”. وهو ما سيوفر للحكومة أكثر من 12 مليار دولار من السيولة التي تحتاجها بشدة هذه الأيام بحسب “رويترز”.

وقال مجلس الأمة على موقعه الإلكتروني إن النواب وافقوا أيضا على طلب رئيسة اللجنة المالية والاقتصادية بسحب تقرير اللجنة بشأن مشروع قانون الدين العام، الذي كان سيسمح للحكومة باقتراض 20 مليار دينار خلال ثلاثين عاما، وإعادته إلى اللجنة لمزيد من الدراسة لمدة أسبوعين.

وطبقا للقانون السابق لصندوق الأجيال القادمة، تحول الكويت 10% من إيراداتها العامة السنوية إلى الصندوق.

وأظهرت وثيقة برلمانية اطلعت عليها رويترز أن التعديل الجديد الذي أقره البرلمان اليوم سيوفر للحكومة 3.8 مليار دينار (12.45 مليار دولار) من السيولة المالية.
وقالت الوثيقة إن هذا المبلغ عبارة عن المبالغ التي كان من المفترض أن يتم تحويلها إلى احتياطي الأجيال القادمة عن السنتين الماليتين 2018-2019 و2019-2020 ولم يجر تحويلها حتى الآن وتبلغ حوالي 3.8 مليار دينار.

وقد يزيد هذا الرقم ليصل إلى 4.5 مليار دينار، إذا أضيف له 750 مليون دينار، نسبة 10% كان يفترض تحويلها عن السنة المالية الحالية 2020-2021.
وقالت الوثيقة إنه “من غير المجدي الاستقطاع لحساب الأجيال القادمة في حالة العجز، والأفضل ربط هذا الاستقطاع بتحقيق فوائض فعلية في الميزانية العامة للدولة”.

وتشير الوثيقة إلى أن الحساب الختامي للإدارة المالية للدولة عن السنة المالية 18 – 19 لم يجر إقراره في مجلس الأمة حتى الآن “لذا فإن تضمين هذه السنة المالية بالقانون من شأنه أن يساههم في تقليل العجز الفعلي”.

وخلال الجلسة قال وزير المالية براك الشيتان للنواب إن السيولة المتوفرة تكفي لتغطية الرواتب لغاية شهر نوفمبر المقبل وإن أسعار النفط ما تزال منخفضة متوقعا أن يصل عجز الميزانية العامة 14 مليار دينار (46 مليار دولار).

وكانت التقديرات السابقة قبل أزمة كورونا وهبوط أسعار النفط تتوقع أن يصل العجز إلى 7.7 مليار دينار. وتبدأ السنة المالية للكويت في أول إبريل نيسان وتنتهي في 31 مارس آذار.

والخلاف قديم بين الحكومة والبرلمان بشأن قانون الدين العام، الذي يفترض أن يسمح في حال إقراره للكويت بإصدار سندات دولية، لكنه أصبح أشد إلحاحا في الأشهر الأخيرة مع تأثر البلد المصدر للنفط بتدني أسعار الخام وجائحة كوفيد-19.

ويتضمن مشروع قانون الدين العام تخصيص ثمانية مليارات دينار من العشرين مليار التي سيسمح باقتراضها لسد عجز الميزانية العامة و12 مليار للإنفاق الرأسمالي.

وقال وزير المالية إن “الإيرادات النفطية في انخفاض شديد وهناك زيادات في العجوزات التي جاءت بسبب زيادة المصروفات على الإيرادات، مما دفع الحكومة إلى توفير السيولة لمعالجة الاختلالات المالية.

“من ضمن الأمور التي طرحتها الحكومة لمعالجة الاختلالات لتوفير السيولة المؤقتة لدفع رواتب شهرين قادمين حتى شهر نوفمبر القادم، ولا يزال عندنا العجز متوقع بقيمة 14 مليار في ميزانية عام 2020/2021”.




المصدر

2020-08-20 09:08:37
#هل #تتجاوز #الكويت #أزمة #دفع #رواتب #الموظفين

الوسوم
اظهر المزيد

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please disable Adblocker to view content
%d مدونون معجبون بهذه: